فصل: من مجازات القرآن في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من مجازات القرآن في السورة الكريمة:

.قال ابن المثنى:

سورة الفرقان:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
{وَلا حَياةً وَلا نُشُورًا} (3) مصدر نشر الميّت نشورا وهو أن يبعث ويحيا بعد الموت قال الأعشى:
حتى يقول الناس مما رأوا ** يا عجبا للميّت الناشر

{إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ} (4) الإفك البهتان وأسوأ الكذب، افتراه أي اختلقه واخترعه من عنده.
{فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ} (5) أي تقرأ عليه وهى من أمليته عليه، وهى في موضع آخر أمللت عليه.
{وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِسَعِيرًا} (11) ثم جاء بعده: {إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} (12) والسعير مذكر وهو ما تسعّر من سمار النار، ثم جاء بعده فعل مؤنثة مجازها أنها النار، والعرب تفعل ذلك تظهر مذكرا من سبب مؤنثة ثم يؤنّثون ما بعد المذكر على معنى المؤنثة.
قال المخيّس:
إن تميما خلقت ملموما

فتميم رجل ثم ذهب بفعله إلى القبيلة فأنّثه فقال: خلقت، ثم رجع إلى تميم فذكّر فعله فقال ملموما ثم عاد إلى الجماعة فقال:
قوما ترى واحدهم صهميما

ثم عاد إليه فقال:
لا راحم الناس ولا مرحوما

{دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُورًا} (13) أي هلكة وهو مصدر ثبر الرجل أي هلك، قال:
إذا جارى الشيطان في سنن ** الغىّ ومن مال ميله مثبور

{ما كانَ يَنْبَغِي لَنا} (18) مجازه ما يكون لنا و{كان} من حروف الزوائد هاهنا قال ابن أحمر:
ما أمّ غفر على دعجاء ذى علق ** ينفي القراميد عنها الأعصم الوقل

فى رأس خلقاء من عنقاء مشرفة ** لا ينبغى دونها سهل ولا جبل

وقل وو قل وندس وندس وحدث وحدث وفرد وفرد، والغفر ولد الوعل الصغير، والدعجاء: اسم هضبة وذو علق جبل، والقراميد أولاد الوعول واحدها قرمود، والقراهيد الصغار أيضا: الأعصم الذي بإحدى يديه بياض، والوقل المتوقّل في الجبال، والخلقاء الملساء، والعنقاء:
الطويلة. قال أبو عبيدة: أي لا يكون سهل ولا جبل مثلها.
{وَلكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآباءَهُمْ} (18) أي أنسأتهم وأخّرتهم ومددت لهم.
{وَكانُوا قَوْمًا بُورًا} (18) واحدهم بائر أي هالك ومنه قولهم: نعوذ باللّه من بوار الأيّم، وبار الطعام وبارت السّوق أي هلكت وقال عبد اللّه ابن الزّبعرى:
يا رسول المليك إنّ لسانى ** راتق ما فتقت إذ أنا بور

وقال بعضهم: رجل بور ورجلان بور ورجال بور وقوم بور، وكذلك الواحدة والثنتان والجميع من المؤنثة.
{وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا} (21) مجازه لا يخافون ولا يخشون. وقال أبو ذؤيب:
إذا لسعته الدبر لم يرج لسعها ** وحالفها في بيت نوب عوامل

ويروى خالفها بالخاء.
{وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا} (22) أي حراما محرّما، قال المتلمّس:
حنّت إلى النّخلة القصوى فقلت لها ** حجر حرام ألا تلك الدّهاريس

وفى آية أخرى: {لِذِي حِجْرٍ} (89/ 5) أي لذى عقل ولبّ، ومن الحرام سمّى حجر الكعبة، والأنثى من الخيل يقال لها حجر.
{وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ} (23) مجازه وعمدنا إلى ما عملوا، قال:
فقدم الخوارج الضّلّال إلى عباد ربّهم فقالوا: إنّ دماءكم لنا حلال مثل الغبار إذا طلعت فيه الشمس وليس له مسّ ولا يرى في الظل.
{يَوْمًا عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيرًا} (26) أي شديدا صعبا.
{مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} (27) أي سببا ووصلة قال جرير:
أفبعد مقتلكم خليل محمد ** ترجو القيون مع الرسول سبيلا

{وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ} (30) وقال هاهنا في موضع يقول والعرب تفعل ذلك قال الشاعر:
مثل العصافير أحلاما ومقدرة لو ** يوزنون بزفّ الرّيش ما وزنوا

وهى في موضع آخر لم يزنوا لأنهم لم يفعلوا بعد وقال:
إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا ** منى وما يسمعوا من صالح دفنوا

أي يطيروا ويدفنوا.
{لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ} (32) مجازه لنطيّب به نفسك ونشجّعك.
{أَصْحابَ الرَّسِّ} (38) أي المعدن قال النابغة الجعدىّ:
سبقت إلى فرط ناهل ** تنابلة يحفرون الرّساسا

والرّساس المعادن.
{وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيرًا} (39) أي أهلكنا واستأصلنا.
{إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا} (42) كاد هاهنا في موضع المقاربة وقد فرغنا فوق هذا من مواضع {كادَ}.
{تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا} (43) أي حفيظا.
{كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا} (45) فالظل ما أصبح ونسخته الشمس، ولو شاء اللّه لم تنسخه الشمس فتركه تاما ممدودا لم تنقصه الشمس، ولكنه جعل الشمس دليلا عليه، أي على الظل حيث نسخته، والشمس مؤنثة وجاءت صفتها على تقدير صفة المذكر، والعرب قد تفعل ذلك وإنما يريدون به البدل كقولهم: هي عديلى أي التي تعادلنى ووصىّ ونحو ذلك. قال الأعشى:
هى الصاحب الأدنى وبينى وبينها مجوف علافى وقطع ونمرق رجل علافىّ مجوف ضخم الجوف، وقال:
وصاحبى ذات هباب دمشق

وقالت:
قامت تبكيه على قبره ** من لى من بعدك يا عامر

تركتنى في الدار ذا غربة ** قد ذل من ليس له ناصر

والفيء ما نسخ الشمس من الظل: وهو بالعشي وإذا استدارت الشمس.
{أرسل الرّياح نشرا} (48) أي حياة وهو من نشر.
{بَلْدَةً مَيْتًا} (49) مخففة بمنزلة تخفيف هيّن وليّن وضيّق: هين ولين وضيق ولم تدخل الهاء فيها، والبلدة مؤنثة فتكون ميتة لأن المعنى وقع على المكان والعرب تفعل ذلك قال:
إن تميما خلقت ملموما

فذهب بتذكيره إلى تميم وقال آخرون: بل الأرض التي ليس فيها نبات ميت بلا هاء، والروحانية إذا ماتت فهى ميتة بالهاء.
{وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} (53) إذا تركت الشيء وخلّيته فقد مرجته، ومنه قولهم مرج الأمير الناس أي خلّاهم بعضهم على بعض مرجت دابتك أي تركتها في أمر مريج أي مختلط، وإذا رعيت الدابة فقد أمرجتها قال العجّاج:
رعى بها مرج ربيع ممرجا

وفى الحديث مرجت عهودهم وأماناتهم أي اختلطت وفسدت.
{هذا عَذْبٌ فُراتٌ} (53) أي شديد العذوبة.
{أُجاجٌ} (53) والأجاج أملح الملوحة وما بين ذلك المسوس والزّعاق الذي يحرق كل شيء من ملوحته قال ذو الإصبع:
لو كنت ماء كنت لا ** عذب المذاق ولا مسوسا

{وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخًا} (53) كل ما بين شيئين برزخ وما بين الدنيا والآخرة برزخ.
{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَرًا} (54) مجازه خلق من النّطف البشر وفى آية أخرى: {مِنْ ماءٍ دافِقٍ} (86/ 6) أي نطفة.
{وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيرًا} (55) أي مظهورا به أي هيّنا ومنه ظهرت به فلم التفت إليه.
وله موضع آخر مجازه معينا عدوّه.
{قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا} (57) والعرب قد تستثنى الشيء من الشيء وليس منه على الاختصار، وفيه ضمير تقديره قل ما أسألكم عليه من أجر إلّا أنه من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا فليتخذه. قال أبو خراش:
نجا سالم والنّفس منه بشدقه ** ولم ينج الا جفن سيف ومئزرا

(511) فاستثنى الجفن والمئزر وليسا من سالم إنما هو على الاختصار وقال:
وبلد ليس به أنيس ** إلّا اليعافير والّا العيس

يعنى الإبل فاستثنى اليعافير، والعيس من الناس كأنه قال: إلّا أن بها يعافير وعبسا، واليعافير الظباء واحدها يعفور، وفى آية أخرى: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ} (26/ 77) وقال:
فديت بنفسه نفسى ومالى ** وما آلوك إلا ما أطيق

وقال:
يا ابن رفيع هل لها من غبق ** ما شربت بعد ركىّ العرق

من قطرة غير النجاء الدفق